تامر المصري (¯`·..·(عضو سوبر)·..·°¯)
الجنس * :
عدد المساهمات : 1364 تاريخ الميلاد : 20/10/1981 العمر : 43 افضل مطرب : تامر حسني المزاج : المهنه : نشاط العضو / بانسبة المئوية : الاوسمة اللتى حصل عليها : نقاط : 1793 تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: تـــابـــع ســــورة الـــبــــــــــقــــــــرة من (4الى 6) السبت 2 مايو 2009 - 16:17 | |
| " وَالَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُم يُوقِنونَ " الحق سبحانه وتعالى فى هذه الآية الكريمة يعطينا صفات أخرى من صفات المؤمنين ... فبعد أن بلغنا أن من صفات المؤمنين الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة والانفاق مما رزقهم الله يأتى بعد ذلك صفات أخرى ..... فهولاء المؤمنون هم : " الذين يؤمنون بما أنزل اليك " أى يؤمنون بالقرآن الكريم الذى أنزله الله سبحانه وتعالى ... و " بما أنزل من قبلك " وهذه لم تأت فى وصف المؤمنين إلا فى القرآن الكريم .... ذلك أن الإسلام عندما جاء كان عليه أن يواجه صنفين من الناس .... الصنف الأول هم الكفار وهم لايؤمنون بالله ولا برسول مُبلغ عن الله ....وكان هناك صنف آخر من الناس هم أهل الكتاب يؤمنون بالله ويؤمنون برسل عن الله وكتب عن الله والاسلام واجه الصنفين .... لأن أهل الكتاب ربما ظنوا أنهم على صلة بالله يؤمنون به ويتلقون منه كتبا ويتبعون رسلاً وهذا فى نظرهم كاف ...نقول لا .... فالاسلام جاء ليؤمن به الكافر , ويؤمن به أهل الكتاب , ويكون الدين كله لله ... والله سبحانه وتعالى فى كتبه التى أنزلها أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اسمه وأوصافه ...وطلب من أهل الكتاب الذين سيدركون رسالته صلى الله عليه وسلم أن يؤمنوا به .... حتى إن أهل الكتاب كانوا يعرفون أوصاف رسول الله كما يعرفون أبنائهم بل كانت معرفتهم به وبزمنه وبأوصافه معرفة يقينية ......وكان يهود المدينة يقولون للكفار أطَل زمن رسول الله سنؤمن به ونقتلكم قتل عاد وإرم ....فلما جاء ؤسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أول من حاربه و أنكر نبوته... معنى ذلك أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن مفاجئة لهل الكتاب بل كانوا ينتظرونها .. كانوا يؤكدون أنهم سيؤمنون بها كماتأمرهم به كتبهم .. ولكنهم رفضوا الإيمان وانكروا الرسالة عندما جاء زمنها . ثم يقول الله سبحانه وتعالى " وبلآخرة هم يوقنون " نلاحظ هنا ان كلمة "و بالآخرة " قد جاءت لأنك اذا تصفحت التوراة أو قرأت التلمود لا تجد شيئاً عن اليوم الآخر .... فقد أخذوا الأمر المادى فقط من كتبهم .. والله تبارك وتعالى أكد الإيمان باليوم الآخر فلو لم يجىء هذا الوصف فى القرآن الكريم ربما قالوا إن الاسلام موافق لما عندنا ... ولكن الله جل جلاله يريد تصوير الايمان تصويرا كماليا بأن الايمان بالله قمة ابتدا والإيمان باليوم الآخر قمة انتهاء . فالمؤمن يتبع منهج الله فى الدنيا ليستحق نعيم الله فى الآخرة .... فلو أن الآخرة لم تكن موجودة , لكان الكافر أكثر حظاً من المؤمن فى الحياة ..لأنه أخذ من الدنيا مايشتهيه وأطلق شهواته للعنان ..... بينما المؤمن قيد حركته فى الحياة طبقا لمنهج الله وتعب فى سبيل الله.... ثم يموت الاثنان وليس بعد ذلك شىء وبالتالى يكون الكافر هو الفائز بنعم الدنيا وشهواتها والمؤمن لا يأخذ شيئا. لذلك كان الايمان بالله قمة الايمان بداية والايمان بالآخرة قمة الايمان نهاية . " أولَئِكَ عَلَى هُدىً مِن رَبِهِم وَ أُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ " كلمة " أولئك " اشارة الى الذين تنطبق عليهم كل الصفات التى يبينها الله سبحانه وتعالى فى الآيتين السابقتين ( الآيه 3 & 4 ) . " أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون " فى هذه الآية تم استخدام كلمة " أولئك " مرتين ... لو نُظر الى التكليفات التى هى الهدى الموصلة الى الغاية نجد أن الله سبحانه رفع المهتدى على الهدى ..... لنعرف أن الهدى لم يأت ليقيد حركتك فى الحياة ويستذلك , وإنما جاء ليرفعك .... " على " تفيد الاستعلاء . كأن المهتدى حين يُلزِم نفسه بالمنهج لايُذَل ولكنه يرتفع الى الهدى ويصبح الهدى يأخذه من خير الى خير..... وذلك بعكس الضلالة التى تأخذ الانسان الى أسفل . " أولئك هم المفلحون " الفلاح هو الفوز والمُفلِح هو الفائز ومعنى الآية أولئك هم الفائزون ...وقال " هم المفلحون " لأن الفلاح مأخوذ من شق الأرض للبَذر ... ومنه سُمَّمىَ الفلاح الذى صفته شق الأرض ورمى البذور فيها ..... فالدين يقيد حركتك فى الحياة فى أن تفعل ولا تفعل .... ومنهج الله جاء ليقول لك إفعل كذا ولا تفعل كذا . وكثير من الناس يظن أن ذلك تقييد لحركة المؤمن واثقال عليه .. لأنه أخذ من حرية حركته فقيدها .... إن الله تبارك وتعالى حين يقول لك لا تفعل ..... معناها عند السطحيين أنه ضيق عليك ماتريد أن تفعل ..... وحين يقول لك افعل .... معناها يكون قد ضَيَق عليك فى شيء لا تريد أن تفعله . فمثلا : حين يطلب منك الزكاة .... فالزكاة فى ظاهرها نقص المال , وإن كانت فى حقيقتها بركة ونماء. " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاء عَلَيهِم ءَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لَا يُؤمِنُونَ " وبعد أن تحدث الحق سبحانه عن المؤمنين وصفاتهم ... أراد أن يعطينا الصورة المقابلة وهم الكافرون . والكافرون قسمان : قسم كفر بالله أولا ثم استمع الى كلام الله واستقبله بفطرته السليمة فاستجاب وآمن .... وصنف آخر مستفيد من الكفر ومن الطغيان ومن الظلم ومن أكل حقوق الناس وغير ذلك , وهذا الصنف يعرف أن الإيمان اذا جاء فانه سيسلبه جاهاً دنيويا ومكاسب يحققها ظلما وعدوانا .... الذين كانوا كفارا واستقبلوا دين الله استقبالا صحيحا هؤلاء قد تتفتح قلوبهم فيؤمنون . والكفر معناه الستر .... وكفر بالله أى ستر وجود الله جل جلاله ... والذى يستر لابد أن يستر موجودا , لان الستر طارىء على الوجود ...و الأصل فى الكون هو الإيمان بالله وجاء الكفار يحاولون ستر وجود الله . فكأن الأصل هو الإيمان ثم طرأت الغفلة على الناس فستروا وجود الله سبحانه ليبقوا على سلطانهم او سيطرتهم او استغلالهم او استعلائهم على غيرهم من البشر . ولفظ الكفر فى ذاته يدل على ان الايمان سبق ثم بعد ذلك جاء الكفر ... لأن الخلق الاول وهو آدم الذى خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وعلمه الاسماء كلها . سجود الملائكة وتعليم الأسماء أمر مشهدى بالنسبة لآدم .... والكفر ساعتها لم يكن موجودا ....وكان المفروض ان آدم بعد أن نزل الى الارض واستقر فيها يلقن أبناءه منهج عبادة الله لأنه نزل معه ومعه المنهج فى افعل ولا تفعل وكان على ابناء آدم أن يلقنوا أبنائهم هذا المنهج وهكذا .... ولكن بمرور الزمن جاءت الغفلة فى أن الايمان يقيد حركة الناس فى الكون ... فبدا كل من يريد ان يخضع حياته لشهوة بلا قيود يتخذ طريق الكفر ..... والعاقل حين يسمع كلمة كفر يجب عليه ان يتنبه الى أن معاناها ستر لموجود واجب الوجود.... فكيف يكفر الانسان ويشارك فى ستر ماهو موجود ؟ وهنا لا يستطيع الكافر إيجاد جوابا له !! لأن الله هو الذى خلقه وأوجده ..... فالوجود بالذات دليل على قضية الإيمان ...... قلنا أن الكافرين صنفان .... صنف كفر بالله وعندما جاء الهدى حكم عقله وعرف الحق فآمن ..... والصنف الآخر مستفيد من الكفر ..... ولذلك فهو متشبث به مهما جاءه من الايمان فإنه يعاند ويكفر لأنه يريد أن يحتفظ بسلطاته الدنيوية ونفوذه ولا يقبل أن يُجَرَد منهاولو بالحق .... هذا الصنف هو الذى قال عنه تبارك وتعالى : " إنَ الَذينَ كَفَروا سَوَاء عَليهِم ءأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُون " إنهم لم يكفروا لأن بلاغا عن الله سبحانه وتعالى لم يصلهم .. ولم يكفروا لأنهم فى حاجة الى أن يلفتهم رسول أو نبى الى منهج الله . هؤلاء أتخذوا الكفر صناعة ومنهج حياة .... فهم مستفيدون من الكفر لأنه جعلهم سادة ومتميزون عن غيرهم بالباطل .. ولان لو جاء الايمان الذى يساوى بين الناس جميعا ويرفض الظلم لأصبحوا اشخاصا عاديين غير مميزين فى اى شىء.... هذا الكافر سواء أنذرته أم لم تنذره فلن يؤمن ... انه يريد الدنيا التى يعيش فيها ...بل ان هؤلاء هم الذين يحاربون الدين ويحاربون كل من آمن . ولذلك فإن عدم إيمانهم ليس عن إن منهج الإيمان لم يبلُغُهم ولكن لن حياتهم قائمة ومبنية على الكفر
انــتــظـــرونــا الــــحـــلــــقــــــة الــــقــــادمــــــة | |
|